«بيت الحكمة» سيكون هنا في دولة الإمارات، سيجمع العلماء العرب من «صنّاع الأمل» في مجال الفضاء، فهذه الدولة وقيادتها لطالما آمنت بقدرات أبنائها وأبناء العروبة، وليس غريباً أن تكون الحاضنة لأول مجموعة عربية للتعاون الفضائي تعمل على مشروع قمر صناعي.
ميثاق هذه المجموعة الذي أعلن تأسيسه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يتزامن مع انطلاق مؤتمر الفضاء العالمي من أبوظبي في تظاهرة تجمع رؤساء أهم وكالات الفضاء حول العالم، الأمر الذي يؤكد مكانة الإمارات عالمياً، وسعيها إلى ترسيخ مكانتها في هذا القطاع.
ليست هذه الخطوة الأولى، ضمن البرنامج الوطني الإماراتي للفضاء الذي أطلقته الدولة في العام 2017، وغلفته بطموحٍ أضحى يترجم عاماً بعد عام إنجازاً على أرض الواقع، عندما شهد العالم في أكتوبر من العام 2018 إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات» كأول قمر صناعي يتم تصنيعه بخبرات وأيدٍ محلية بنسبة 100 بالمائة، إلى الفضاء الخارجي، مدشنة الدولة بذلك عهد التصنيع الفضائي الإماراتي.
الطموح دائماً أكبر من التحدي، كما هو ديدن الإمارات وقادتها منذ عهد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فما بالك عندما يكون التحدي بحجم الفضاء، والطموح هو بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2117، والوصول بمسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ في عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.
الحضور الكبير لفعاليات مؤتمر الفضاء العالمي في عاصمة بلد التسامح والسعادة، يعكس قناعة العالم عموماً والعاملين في هذا القطاع تحديداً بقدرة دولة الإمارات على الريادة بهذا المجال، وهذه القناعة تنبع من تحقيقها أهداف برنامجها الوطني للفضاء في أوقات قياسية، فالفترة الفاصلة بين إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات» وبين ما سيشهده العالم في سبتمبر المقبل بإرسال رائد فضاء إماراتي لأول مرة إلى الفضاء، هي عام واحد، بل أقل من عام.

"الاتحاد"